الخمسينات داخل الحانة ( علم النفس )
في واحد من أجمل السيناريوهات في تاريخ هوليود، في البداية وأنا بتفرج على الفيلم للمرة الأولى، كُنت منبهر زي أي حد هيتفرج على الفيلم من السيناريو والحوار، واد ايه السيناريو مُحكم، ومثير جدًا ، في المرة التانية كُنت لازم أعرف مين المُخرج والسيناريست وكانت المُفاجأة آرون سوكرين.
بالمناسبة آرون سكرين ، بدأ حياته من كلية الفنون ، قسم المسرح، قدم نفسه كممثل، بعدين إتجه لما يُسميه بحبه العظيم الكتابة، كتب مسرحيتين، وعاصر اللى حصل في أحداث شيكاغو ، لحد ما وصلنا هنا بأفلام كبيرة ، في 2020 بيكون عنده الشجاعة يكتب ويخرج فيلم The Trial of the Chicago 7 وهو سبب البلوج دي النهاردة، وعاوز أربط بشخصية من الفيلم مع كلام في علم النفس .....
في البداية الفيلم بيحاكي أحداث الشغب اللى حصلت في شيكاغو ، مُظاهرة حصلت من تلت مجموعات، شخصان قائدان لمجموعة، وإتنين زيهم لمجموعة، وإتنين زيهم لمجموعة ، وواحد قائد لمجموعة ، وبالتالي بيكونوا 7 أفراد، لذلك اسمها مُحاكمة شيكاغو لسبعة مُتهمين.
الشخصية اللى أثارت غضبي ويمكن إعجابي بتمثيلها، هي بوبي سيل ( المُتهم التامن ) تم إنتقاؤه ببراعة، من قبل هيئة المحكمة لإخافة هيئة المُحلفين، ولو متعرفش يا صديقي، فهيئة المُحلفين دي بتكون مجموعة من الأشخاص اللى عاديين في المجتمع، مواطنين عاديين، بيصدروا هما الحكم، لما يكون المُدعي هو الحكومة الأمريكية، قصاد أفراد، فبتكون هنا دور هيئة المُحلفين ..
نرجع لموضوعنا ، بوبي سيل واللى هو الأسمر في الصورة اللى فوق دي ، جه من ولاية كونتيتكت عشان يلقي خطاب في المظاهرة دي بإعتباره عضو في جماعة البلاك بانتثر ، ومقعدش غير 4 ساعات في شيكاغو، إلا إنه كان موجود مُتهم في المُحاكمة اللى هي للمُتهمين السبعة !
ليه الأمريكان البيض بيتعاملوا كدا مع السود ؟ الأدلة بتقول إنه خارج التُهم والمُحاكمة دي ليه يتحاكم ؟
طبعا بوبي سيل كان عنده رد مُقنع شوية هو ليه بيتحاكم لأنه أسود و " لإخافة هيئة المُحلفين " ودي حتة حلوة برضو لأن هيئة المُحلفين من الأمريكان البيض، ليه مُجرد شخص أسود ممكن يشكل ليهم خوف، ويأثر على حُكمهم تجاه المُتهمين، بدون أي أساس، كان إختيار بوبي سيل للمشاركه في المُحاكمة ، واضح ، وهو لإثبات التُهمة على السبعة..
ليه ممكن شخص أبيض يخاف بدون أي تعامل ولا أي حاجة فقط رد فعل طبيعي من شخص اسود لو كان شخص أبيض ضعيف، ولو كان شخص أبيض عنده القوة يسيطر على شخص أسود ؟ ومش هوصفلك إحساس بوبي سيل بالظلم لأنه واضح ، واللى بالمناسبة ضربوه في المحاكمة وإستغل المُدعي العام المُتحيز الحركة دي لإعتبار مُحاكمة بوبي سيل باطلة.
في Max Planck Institute for Evolutionary Anthropology in Germany ، عالمة النفس ماري شيفر ، قررت تدرس جذور عدم تقدير الطفل منذ الصغر لغيره ..هل دا بيكون جاي من التربية أم الثقافة ؟
فجابت تلت جروبات من الأطفال أعمارهم من 4 ل 11 سنة ، جروب من ألمانيا وجروب من قبيلة في أفريقيا، وجروب من كينيا، وخلوهم يصطادوا سمك ويجمعوه كل جروب على حده، وفي النهاية الجروبات التلاتة ادولهم حلوى عشان يوزعوها على كل شخص بالتساوي بناءًا على مجهودهم ، فالأشخاص اللى جابوا سمك كتير هياخدوا حلوى بناءًا على اللى جابوه من سمك ، وهكذا ..
الجروب الألماني ، وزع حسب الجدارة ، أما جروب الأفارقة ، كان بعيد كل البعد عن الجدارة أو التساوي، على حسب العالمة ماري شيفر " لم يأخذوا الجدارة بعين الإعتبار على الإطلاق " ومن هنا قالت وعرفنا إن مش التربية اللى بتحدد إذا كان الشخص بيقدر اللى قدامه أو لا ، بل الثقافة، فالأفارقة عدم إحساسهم بالعدل، كان بادئ مُنهم هم شخصيًا في عدم إحساسهم بالعدل ، فلما وقف بوبي سيل في المُحاكمة، كان بالفعل هيئة المُحلفين ، عندهم رأي مُسبق مش عن بوبي سيل بل عن أي حد أسود ...وكذلك المُدعي ..
الخمسينات داخل الحانة ، الستينات خارج الحانة " آبي هوفمان "
تعليقات
إرسال تعليق