لا تعبث مع المومياء ( قصة قصيرة )

لا تعبث مع المومياء
قصة
محمد عطا
القصة من وحي خيال الكاتب وليست مبنية على قواعد تاريخية بحتة، بل على خيال وفرضيات الكاتب لتفسير بعض الأسرار.
التاريخ المصري القديم، مليئ بالأسرار، هناك بعض الأسرار التي تلائمها فرضياتي كمحب للعلوم الأثرية، أفتح من خلال شخصياتي تحقيق مفتوح في تلك الأسرار ولكن ليس بالضرورة أن تكون صحيحة.
إستغرق عدة دقائق قبل أن يتوقف عن التحديق في
الجثة أمامه، غارقة في الدماء، ومتأثرة بجروح عدة في أماكن متفرقة، وبدأ في تمييز
مصدر الصوت حوله والإصغاء إليه.
ويليس هذا يفوق قدرتنا ..هذه جريمة قتل ..يجب
علينا إبلاغ الشرطة.
"" قبل تلك
الليلة ""
تحت سماء الأهرامات، وفي الصحراء، وفي مواجهة
الشمس، تقابل نوح مع ويليس وهاري، عالما الآثار من بريطانيا، وبعد لقاء حار، رحب
فيه نوح بالعالمين ومستعدًا ليس فقط لتقديم يد المساعدة، بل العمل معًا جنبًا إلى
جنب لكشف الستار عن أحد أهم الألغاز في تاريخ مصر القديمة.
كان هاري لا يحتمل الحر، ربما بسبب وزنه
الزائد ولكن كعالم آثار كان شغوفًا بالمعلومات الآثرية، وكان حبه لذلك أكثر من
التعب الذي يجنيه، فالإثارة كانت شغفه الأول، وبعد الترحيب قال هاري :
يسعدنا أن تنضم لنا في الحصول على بعض
الأجوبة والتفسيرات.
أنا مستعد ولكنني إعتقدت أننا سوف نعمل في
الأقصر ليس في القاهرة.
تدخل ويليس وهو يحاول أن يخبئ شعوره
بالمثالية والفخر قائلًا :
سوف
نعثر على حجرة السجلات الرسمية في مصر القديمة.
كان نوح مطلعًا على دراسة الآثار، كان محبًا
لها في المقام الأول، وبعد وفاة زوجته، بسبب لعنة قديمة لإكتشاف سابق، قرر
المتابعة والقراءة وتوسيع معرفته في علم المصريات.
وهل هذا ممكن ..وأين توجد ؟؟... من خلال عملي
في التنقيب عن الآثار أعرف أنه لم يسبق لأحد أن وجدها ..هناك العديد من البعثات
عملت فيها لم نجد شيئًا مجموعة من مقابر العمال فقط .
قال ويليس :
هذا لأنهم كانوا يبحثون في المكان الخطأ ..
وإلتقط ورقة من هاري، أعطاها لنوح وهو يقول :
هذا ما يقوله المؤرخ " هيرودت " عن الغرفة السرية
..
قرأ نوح الورقة :
( لقد رأيت في
الواقع عملاً .. لا يمكن وصفه بالكلمات .. لأن جميع مباني الإغريق وأعمالهم مجتمعة
أقل بكثير من كل هذا الجهد المبذول والنفقات الكبيرة لصنع تلك المتاهة , حتى أن
هذه المتاهة تفوق الأهرامات التي تعجز عن وصفها الكلمات )
سرعان ما ظهرت
علامات الدهشة على وجه نوح وقال :
إذًا هذا
حقيقي ..ولكن السؤال أين توجد ؟
نظر هاري
ناحية أبو الهول :
نأمل أن
يُخبرنا ..
وتابع هاري
حديثه بعد أن رمقه ويليس بنظرة ليتحدث بدون ألغاز فهو يأتمن نوح على سرية معلوماته
:
إنها تحت جسد
أبو الهول
لم تفارق
علامات الدهشة وجهه وقال :
حسنًا كيف
يمكنني أن أساعدكم؟
قال ويليس بعد
أن أخرج بعض المال وأشار ناحية نهر النيل :
نريدك أن
تتولى أنت أمر العمال ، سوف نبدأ الحفر غدًا، من داخل معبد خفرع وصولًا إلى ما
الغرفة السرية تحت جسد أبو الهول ..
إفترق نوح عن
ويليس وهاري، ليبدأ في ترتيبات الحفر، أما هاري وويليس كان لديهم وقت كافي،
ليحصلوا على مكان للراحة، ثم الحصول على التصريح الرسمي للتنقيب، لم يكن يشغل بال
ويليس، سوى الإستعداد الجيد لمواجهة أسرار مصر القديمة، ولم تكن ليلته الأولى في
الفندق ملائمة نوعًا ما للنوم، بل كانت تمتلئ بالأرق، وقضى ليلته وهو ينظر إلى
الأهرامات، ويفكر فيما سيحدث وكيف ستكون الأسرار.
أما هاري
فكانت ليلته الأولى على مايرام كانت يقضي وقته بشكل جيد، يحافظ على تركيزه، يقرأ
من جديد الأبحاث وفرضيات علماء الآثار، حيث سيبدأ منها، وصولًا إلى فرضيته الجديدة،
هو وويليس.
في الصباح كان
نوح مستعدًا جيدًا منتظرًا تعاليم ويليس بأكثر من مائة عامل، بدأوا بالحفر على
العمق المطلوب، كان العمال على درجة من الكفاءة والنشاط لإستخراج تلك المعلومات ،
أما ويليس وهاري، كما عهدهما نوح، كانا يساعدان مرة مع العمال، وأخرى في التحقق من
أنهم لازالوا على الطريق الصحيح للدخول لتلك المتاهة، كان هاري يشرب كثيرًا لدرجة
أن طرح ويليس عليه سؤالًا ضاحكًا :
ألم تدرب جسدك
البدين على تحمل درجة الحرارة يا هاري، لقد قضينا أوقات صعبة في الأقصر...
وبعد أسبوع من
العمل المتواصل كان نوح والعمال قادرين على الوصول إلى بداية الطريق.
قال نوح بصوت
عالي :
سيد ويليس
..عليك أن تنظر إلى هذا
نظر ويليس بشئ
من الحيرة ممزوجة بالدهشة حينما رأى حجرًا نُقش عليه بالهيروغلوفية ، إقترب منه ،
وقال :
لقد فعلناها
..هذا هو حجر البداية، يجب أن نحفر في عرض هذا الحجر، سوف نجد الباب، هناك أكثر من
مائة باب، سوف نجد أحدهم، يكفي لندخل..
بدأ العمال في
الكد بالعمل بمساعدة هاري وويليس، حتى وصلوا إلى حجر الموالي للباب، وجدوا جملة
نُقشت عليه بالهيروغلوفية.
" يجب أن تصطحب الكاهنة حتبت "
وبعد أن قرأها
هاري، أخبر ويليس نوح أن يصرف العمال اليوم، وذهب ليتحدث مع هاري بعيدًا الذي قال
:
إن كنت تفكر
فيما أفكر فيه ، فلقد قضي علينا في تلك الفرضية ..
كيف هذا ..لم
يتحدث هيرودوت عن ذلك ..لماذا لم يخبرنا ذلك في كتابه!..
ظهر نوح فجأة
قائلًأ :
ما الذي يحدث
هنا ؟
هاري وأنا
نعتقد أنه يجب أن نبحث في بعض الأمور قبل أن ندخل
ما الذي يعنيه
ذلك ..هناك باب يمكننا أن ندخل ونكتشف ماذا يوجد هناك بدلًا من ذلك تخبرني أنه
هناك بعض الأمور لتبحثها ، ما الذي يحدث ؟
تردد ويليس
قليلًا قبل أن يخبر نوح :
نعتقد أن
المتاهة محمية بلعنة..؟
يا إلهي ..
لم نرد أن
نخبرك بذلك لأننا نعرف تأثير ذلك ..كما أننا لا نريد توريطك في ذلك الإكتشاف مرة
أخرى، تحسبًا لو أن الأمور لم تسير بشكل جيد ..
لا أعتقد ذلك
..لقد حدث ما حدث لزوجتي لأنها إستحقت ذلك أما أنا فسوف أفعل كل ما يتطلبه الأمر
مثلكم .
هذا عظيم .
قال هاري الذي
إنصرف في التفكير، قبل أن يعود مرة أخرى ويقول :
ماذا لو كان
هذا هو مجرد خدعه للسارقين..
بدا ويليس
مهتمًا :
ماذا يعنيه
ذلك ؟
أن الجملة فقط
وضعت حتى لا يدخل أحد ويسرق شيئًا ، نعرف أن أمر السرقة كان منتشرًا في تلك
الحقبة، حتى وجود أبو الهول هنا يؤكد ذلك، وإن كان أبو الهول موافقًا على أن ندخل
جميع الأهرامات بدون أن يحدث شئ، ما الذي سوف يجعل من دخولنا إلى المتاهة حيث توجد
حجرة السجلات الرسمية أمرًا ملعونًا ..
أنت محق يا
سيد هاري ..
قال ويليس :
هذا صحيح وإن
كانت اللعنة موجودة فعلًا ، لكنا وجدنا على الباب تمثال " آنوبيس "
ما هذا ؟ قال
نوح
إنه تمثال
لحيوان بين الثعلب والذئب جسده القدماء كرسم أو مجسم، وظيفته الحراسة المقابر من
السارقين ..
حسنًا إذا
لنعود مرة أخرى ..يمكنني إستدعاء العمال في الحال ..
لا يا نوح
..فلنجعل بقية اليوم راحة، لنستعد لدخولنا غدًا ..
...............................................................................
قضى هاري
ويليس اليلة في إحدى المقاهي الشعبية في شارع الهرم، حيث تشاركا الأحلام، والتصورات
حول ما سوف يجدونه غدًا في حجرة السجلات الرسمية ..
ما الذي تعتقد
أننا سنجده غدًا ؟
لا أعلم..ولكن
أتمنى ألا تكون هناك المزيد من اللعنات ...
ضحك الإثنان
وجلسا لبعض الوقت، قبل أن ينزعجان من نظرات البعض المتربصة بهم في المقهى، لذا
أخبر ويليس هاري أنهم يجب أن يسرعوا بالذهاب، خوفًا من الدخول في عراك لن يقدروا
على التخلص منه، خصوصًا أن هناك الكثير من الرجال مفتولي العضلات، يتبربصون بهم،
وهم الإثنان في الخروج من المقهى، ولكن كان رجلان يسيران وراءهم، فأسرع هاري
وويليس في خطوتهم، إختبئا في بعض البنايات الغير مكتملة، لكن لم يحالفهم الحظ، فقد
كان الرجلان، تبعتهم سيارة ونزل منها رجال بأسلحة، بدأوا في البحث في كل مكان، لم
يجد هاري وويليس مفر من الإختباء، ظهر الإثنان لهم وقالا بصوت عال:
ليس لدينا
أسلحة..
كبلوهم،
وأخذوهم إلى السيارة، حيث قضيا ساعة في الطريق، قبل أن ينزلوهم، في مبنى مهجور،
ليدخل الإثنان مكبلان، ليجدوا نوح هو الآخر موجود ومكبل وجاثًا على ركبتيه، حينها
إستدار رجل ضخم البنية، أصلع، طويل، مفتول العضلات، ويرتدي معطفًا، ويدخن سيجارًا.
مرحبًا
بكم...أعرفكم بنفسي ..أنا ذكريا ..أشهر تاجر آثار في الأقصر.
كان نوح يعرف
ذكريا، فقد حاول كثيرًا، أن يضمه للعمل معه، وعرض عليه أموالًا أكثر مما يأخذها مع
المنقبين الأجانب، ولكن ذكريا رفض، ومع ضغط زوجته صفية، كان على وشك أن يذهب،
ويعرض خدماته، ولكن الحظ لم يمهلهم، فعند موت زوجته باللعنة، لم يتبق لدى نوح، شئ
يبكي عليه، ولا يخطط من أجله، وإستمر في مراسة هاري وويليس، آملًا في العودة للعمل
مرة أخرى في التنقيب عن الآثار.
يعرفني نوح
..ولكن لا تعرفوني، لقد تبعت نوح حتى وصلت إليكم..كنت أعرف أنكم قادمون مرة
أخرى..أحد رجالك يا سيد هاري، لم يستطع كتمان الإكتشاف الأخير...كما أنه أشاد بك
عندي ..وأخبرني أنكم عقول لامعة..وقد جئت لنعمل سويًا ...
نظر ويليس
لهاري ثم قال :
ولكننا لا
نقوم بالتنقيب عن الذهب..نحن نبحث عن الأسرار..
المخطوطات
والذهب هي ما أبرع في البحث عنه ... يمكنني مساعدتك، ونتقاسم ما نجد...
ماذا تفعل
بالمخطوطات ! ..سأله هاري.
أقوم ببيعها
بالخارج، هناك الكثير من المزادات ..التي تقدر عمل أجدادي..ليس لدينا الكثير من
الوقت..لقد سمعت أنكم على أعتاب إكتشاف تاريخي مذهل ..حجرة السجلات الرسمية..
وماذا تعرف
عنها ؟
لا أعرف
الكثير ولا أريد أن أعرف...سوف أكون إلى جانبكم للمساعدة... وإن وجدنا الذهب سيكون
ملكي ..أما الأسرار والسجلات ستكون ملككم ...هل هذا عادل بالنسبة إليكم ؟
قال ويليس
بنبرة حازمة :
وإن رفضنا .؟
لا أعتقد أنك
تريد الموت من أجل ذلك ..
تحرك ذكريا
ناحية ويليس الذي يجثو على ركبتيه، مُكبل الأيدي، وتحرك أحد رجال ذكريا وأحضر له
كرسي جلس عليه، ثم أخرج مُسدس وبدأ بحشوه الرصاص.
هناك الكثير
من الإكتشافات ...الكثير من الأسرار والأماكن ..يمكننا التنقيب عنها سويًا، أماكن
لن تدخلها معك الحكومة، سوف أدخلها معك، سوف يضحي رجالي من أجلك ..سوف نعمل معك
بشكل رسمي وغير رسمي في أي وقت تحتاجنا...لا أعتقد أنك غير ذكي وتريد أن تموت
عوضًا عن كل تلك المُساعدة.
حسنًا .. رد
هاري وأكمل بعد أن إستحوذ على إنتباه ذكريا :
حين نصل ، نحن
من نحدد كل شئ أي ستكون أنت ورجالك تحت إمرتنا...
إبتسم ذكريا،
ووضع مسدسه، في خَصره، وإلتفت راحلًا :
أنتما
العالمان..وأنا أقدر العلم...لذا لديكم بركتي أينما تحل أعمالكم.
فك الرجال
وثاقهما، ومعهم نوح، ليعيدوهم، مرة أخرى من حيث جاءوا.
جلس الثلاثة
يُفكروا، كيف سيخرجوا من ذلك المأزق، كان رأي نوح أن يبقى الحال كما هو، لأنه كان
يعرف أن ذكريا رجل خطير، وتجار الآثار، هما رجال عصابات، كما أنهم لديهم، نفوذ
ولديهم معارف من الرجال الأكثر نفوذًا، وكان هاري يوافقه الرأي، أما ويليس، لم يكن
يصدق أنه سيعمل مع مجموعة من القتلة، والمجرمين، وعندما أزعجهم التفكير، في موقف
لا محالة من التغيير فيه، أخبر هاري كلاهما :
يجب أن ننتهي
من التنقيب غدًا ، يجب أن ندخل غدًا المتاهة ونعثر على حجرة السجلات الرسمية..هذا
ما يهم الآن.
وبعد أن نالا
الجميع قسطًا قليلًا من النوم، كان الصباح كفيلًا بأن يضع تركيزهم في أعلى درجاته،
حيث تقابلوا جميعًا عند الباب، كان رجال ذكريا هم العمال الجدد، أخبرهم، نوح أن
النصف سوف يقوم بالدخول في البداية، إن لزم بعض أعمال الحفر، دخل الرجال ووراءهم
نوح وويليس وهاري كانت المتاهة عبارة عن طريق طوييل لم يكن يظهر أي نهاية واحدة
له، الكثير من الحجرات على جانبي الطريق، قال ويليس مُعقبًا على ذلك :
هناك الآلاف
من الحجرات..في تلك المتاهة..سوف نقوم جميعًا بالعمل بشكل منفرد بفتح جميع الحجرات
...حجرتنا المنشودة بها مكتبة.
بدأ العمال في
تنفيذ أمر ويليس، بينما كان ويليس يفتح كل حجرة آملًا أن تكون حجرة السجلات
الرسمية، تذكر صبي في العاشرة من عمره، حينما أحضرت أمه له كتابًا يتحدث عن ملك من
أهم ملوك مصر القديمة تحتمس الثالث، وبعدها تحول كل شئ إلى أحاديث عن الملوك
القدماء، عن الأسرار والأٌحجيات، كانت مهتمة بالحياة المصرية القديمة، ربما حصل
ويليس منها على ذلك، كان ينظر إلى كل غرفة، وهو يبتسم، من مجرد طفل، أصبح اليوم
يبحث عن أهم الأسرار في تاريخ الدولة القديمة، كان مسرورًا والإبتسامة والإثارة لا
تفارق وجهه.
بعد أن تخطوا
ما يقارب العشرة حجرات، وجد نوح غرفة بها بعض المخطوطات، مخبأة في صندوق، صاح
بأعلى صوت، حضر ويليس وهاري بسرعة.
هذا رائع
..أنا متأكد أن هناك المزيد...
ما الذي يوجد
في تلك الوثائق..
قام ويليس،
بالقراءة من مجلد المخطوطات وقال :
إنها وثائق ملكية،
تتحدث عن الملك أرسلتها عنخ إسن أمون.
ومن يكون
الملك...؟
لا أعرف
ولكنها زوجة الملك توت عنخ آمون.
يجب أن نكمل
البحث ...لم نصل بعد إلى غرفة السجلات الرسمية.
قالها هاري،
وهو يتحرك، ليبحث عن غرف جديدة.
قاما بالبحث
مرة أخرى حتى وصلا إلى ما بعد الحجرة العشرين، كان هناك تمثالان آنوبيس على جانبي طريق
المتاهة، مع مسافة تفصل بين الحجرات العشرين السابقة والحجرات القادمة، يتوسطهم
باب، بصولجان ذهبية، كُتب عليه بالهيروغلوفية " يجب أن تصطحب الكاهنة حتبت
"
نظر هاري
وويلييس إلى بعضهما البعض وقال ويلييس :
لا يجب أن
نخترق ذلك الباب...
وعاد الرجلان
إلى الخارج وجمعا الرجال، وأخبروهم بما وجدوا إلا أن الرجال لم يقتنعوا ، وأجبروهم
على الجلوس حتى يصل يتحدث معهم ذكريا ..
مرت نصف ساعة
قبل أن يحضر ذكريا في سيارة سوداء، كما لو أنه أحد رجال المافيا، ونزل من السيارة
وإرتدى نظارته الشمسية وقال :
أيها السيدان
...تعرفنا أن مهربي الآثار يكرهون الظهور في وضح النهار...
قال ويليس :
لدينا مشكلة
..لا يمكننا العبور أكثر من ذلك ...
أكمل هاري
قائلًا :
لا يجب أن
ندخل هناك ..المكان محاط باللعنات..
وأنا أخبرتك
أن رجالي في خدمتك ...
لا أظنك تفهم،
هذه ليس لعنة التوابيت ..أول رجل يلمس المومياء يصاب بها ..إنها غرفة السجلات
الرسمية، سيكون هناك الكثير من اللعنات لنا جميعًا ..ولن نغامر في الدخول هناك ...
إذا لا مشكلة
...هل هناك أي شئ وجدتوه..
لم نجد أي شئ
..
إذا سوف
تغادرون بكل بساطة !
نعم ..سوف
نعود لدينا مؤتمر ..يجب أن نتحدث عن تلك الغرفة ليأتي أحد آخر ويستكمل البحث
...أما نحن فلقد إنتهينا هنا ...
إستدار ذكريا
ليصعد إلى السيارة وهو يقول بصوت عالي :
يوم آخر يا
سيد ويليس ويجب عليك أن تحمي نفسك..سوف أخبر رجالي بأن يقتلوك إن كنت هنا ليوم آخر
...
لم يعرف ويليس
ماذا كان يجب عليه أن يقول، لقد حاول أن يخبره أنه لن يدخل مرة أخرى، حتى لا يبحث
معه، ولكن ذكريا كان يعرف ذلك، وهذا يعني أنهم في خطر، كانت خطة ويليس أن يدخل مرة
أخرى، ولكن بعد أن يفك شفرة تلك العبارة الهيروغلوفية على الباب، ويحاول أن يذهب
إلى معبد الكاهنة حتبت ، ويبحث لربما يجد وسيلة للدخول مرة أخرى، أما مع تهديد
ذكريا، يجب أن يفكر بسرعة، لديه فقط يوم واحد، عليه أن يدخل ويعرف أين توجد غرفة
الأسرار، حجرة السجلات الرسمية..
غادر الرجال
ولم يتبق سوى الثلاثة، نظر هاري إلى ويليس وقال :
ما الذي يجب
أن نفعله الآن ...
الآن ..سوف
نرحل إلى معبد الكاهنة حتبت ..يجب أن نعثر على بعض الإجابات ومن ثم نعود في الليل
للبحث عن غرفة السجلات الرسمية، لدي حدس أنها خلف ذلك الباب.
قال نوح :
إنه ليس
بعيدًا عن هنا...ولكن من تكون؟
قال ويليس :
إنها سيدة
رفيعة الشأن في الأسرة الخامسة ..تفسر بعض الإفتراضيات وجود مقبرتها هنا بالقرب من
الأهرامات، أنها كانت أمينة السر في غرفة السجلات الرسمية، وبعد ما وجدنا إسمها
على كل الأبواب ...يجب أن نجد بعض الإجابات .
بعد الوصول
إلى المعبد، عكف ويليس وهاري على قراءة المخطوطات والعبارات على جدران المعبد وفي
المقبرة، لكن كان هناك المزيد والمزيد من الألغاز، كان هناك بعض الرسومات التي
تصور الكاهنة حتبت وهي جالسة على مائدة من القرابين تستقبل القرابين المقدمة من
العامة، ويوجد على أحد الجدران مناظر متميزة لقردين، كان أحد القردة في الرسمة
يرقص مع فرقة موسيقية كاملة.
أشار ويليس
إلى ذاك الجزء للقرد مع الفرقة الموسيقية ..
إنظر يا هاري.
هل تعتقد ذلك
..؟
أجل ..أنا
أعتقد أننا وجدنا ذلك المفتاح ..
تدخل نوح
قائلًا :
ما هو هذا
المفتاح ؟
سوف نقوم
بإستخدام آلة موسيقية، للدخول وتفادي اللعنة..
آلة موسيقية؟
نعم هذا ما
تخبرنا به هذه الرسومات، نحتاجها ..
أستطيع إحضارها
..أتتحدث عن صندوق مصنوع من عدة قصبات على أطوال مختلفة..حسب نغمات السلم الموسيقى
..
هذا بالتأكيد
ما أتحدث عنه ..أتستطيع إحضارها ؟
نعم لدي
إحضاها..بالطبع لدي واحدة وأحضرتها معي ..
إذهب لإحضارها
..سوف ننتظرك هنا..وحاول أن تتوارى، في مجيئك إلى هنا ..حتى لا يلحق بك رجال ذكريا
..
سوف أفعل ..
إنتظر هاري
وويليس ونوح تحت الأهرامات، مجئ الليل، حتى حل الليل والظلام وغطى الصحراء، وفي
منتصف الليل، قاموا بالدخول إلى المتاهة، وعندما وصلوا إلى البوابة التي يحرسها
تمثالا آنوبيس بدأ نوح بالعزف وتقدم ويليس ومر بسلام وتبعه هاري ونوح حتى إبتعدا
عن البوابة ، قال نوح :
يالها من
طريقة لتفادي اللعنة..
رد ويليس وهو
يبتسم :
لم يكن مجرد
غناء بل كانت وظيفة حياتية وقيمة دينية لدى المصريين في العصور القديمة...الآن يجب
أن نسرع في البحث ونأمل أن يحالفنا الحظ، يجب أن نكون معًا في البحث ..
لم يفتحوا سوى
حجرتان حتى وجدوا جثة مُلقاة على الأرض غارقة بالدماء، هناك رسالة كُتبت
بالهيروغلوفية " لا تعبث مع المومياء " وضعت على الجثة المُلقاة، تحسس
هاري الدماء وجدها منذ وقت قليل..
أما هاري إستغرق
عدة دقائق قبل أن يتوقف عن التحديق في الجثة أمامه، غارقة في الدماء، ومتأثرة
بجروح عدة في أماكن متفرقة، وبدأ في تمييز مصدر الصوت حوله والإصغاء إليه.
ويليس هذا
يفوق قدرتنا ..إنها لعنة حقيقية..يجب علينا الرحيل الآن ..
قال ويليس وهو
مُرتعدًا :
أحضر تلك
المخطوطات جميعها ..
أحضرها نوح
وكان هاري يسحب ويليس الذي كان يريد الدخول أكثر وفتح المزيد من الحُجرات، هرع
الثلاثة، إلى خارج المتاهة، حتى خرجوا، وقع ويليس على الأرض ولا يكاد يصدق ما حدث
بالداخل، أما نوح فقال :
أنا أعرف
الجثة ..يجب أن نذهب في الحال ..
قال هاري :
لمن تكون ؟
أحد رجال
ذكريا ..لابد أنه طمع في الحصول على الكنز، ولكن لم يسلم من اللعنة، يجب أن نخبئ
تلك المخطوطات..ويجب أن تغادروا كما أخبرتموه..سوف آتي لأقوم بنقلكم إلى المطار ..
غادر الثلاثة،
كانت الرهبة تملئ نوح، وكأنه يريد أن يخبر ويليس، أن يعطيه بعض الأسرار، ليبحث عنها،
وحين وصوله، وجد نوح الإثنان أمام الفندق، نزل نوح وقال :
لا أعرف كيف
أقول ذلك ..ولكنني سوف أشتاق إليكم ..
نظر هاري إلى
ويليس وضحك قائلًا :
لن تشتاق
إلينا ..سوف نذهب إلى وادي الملوك معًا ..
لا أفهم
..إعتقدت أنكم عائدين إلى لندن ؟
هذا قبل أن
نقرأ ما ورد في مخطوطة عنخ إس آمون..سوف نحقق الآن في أقدم الإغتيالات في تاريخ
الإنسانية.
إغتيال من ؟
رد هاري وهو
يقول بفخر وحماس :
إغتيال الملك
توت عنخ آمون.
...................................................
تعليقات
إرسال تعليق