الجبانة العظيمة للفرعون


     في ذكرى اكتشافها... قصة مقبرة الفرعون الغامض «توت عنخ آمون ...

               الجبانة العظيمة للفرعون

                         تأليف 
                     محمد عطا 


لم يكد أن يصلوا إلى وادي الملوك حتى أصبح الخطر يهدد حياتهم من كل جانب، عن طريق أحد معارف نوح، وصلتهم رسالة أن الكثير من رجال ذكريا يبحثون عنهم في جميع نواحي الأقصر، ولكن ويليس يريد أن يكمل المشوار حتى النهاية، أحضر تلك المخطوطة فتحها وبدأ يقرأها على مسامع الإثنين.
" ينتابني القلق حول موت طفلي الإثنين، أخاف من أن يطولني الشر، أرجو من كبيرة الكهنة التحقيق في ذلك وعناية الإله ترعاكم"
وتابع قائلًا :
هناك مخطوطة أخرى لم أستطع حل لغزها، كانت بأمر الملك، ولم يُوضح في عهد من من الملوك ولكنها كانت موجودة مع تلك المخطوطة مكتوب فيها
" يُخفى بأمر النسر "
نظر ويليس إلى الإثنين ولكن نوح كان شارد الذهن يتسائل بصوت عالي :
ماهي الخطة الآن ؟ كيف سنفعلها هذه المرة ؟
إبتسم ويليس وقال :
تلك المرة سنفعل ما يفعله، المحققون في جرائم القتل...سوف نقوم بزيارة الضحية..الملك توت عنخ آمون.
في المقبرة المُكتشفة حديثًا، سار الثلاثة، بين الدهاليز، السلالم، وسط زينة المقبرة على الجدران، تمعنها هاري جيدًا، وبدأ في التحديق فيها بعدسته المُكبرة، أما نوح فكان يلتمس بأصابعه الحجارة، الرسومات، المقبرة، ووجها إلى وجه مع مومياء الملك توت، بينما كان ويليس شاردًا في شئ آخر، وهو دراسة التابوت الغريب.
قال هاري وهو يشير إلى إحدى الرسومات من كتاب الموتى، التي توضع في قبر المتوفى، لتهيأه ليوم الحساب:
ويليس لقد وجدت شيئًا غريبًا ..
أسرع ويليس ناحيته ورأى ما يشير إليه وقبل أن ينطق ويليس بأي كلمة بادر هاري قائلًا :
القلب !..ليس موجود القلب هنا
قال ويليس متمتمًا :
هذا غريب للغاية ..لقد دُفن بدون قلب .
تدخل نوح قائلًا:
إذا كان بدون قلب ..فأين قلبه؟
قال هاري :
لقد دُفن الملك بدون قلب...تقوم عملية الدفن..على حفظ القلب لأن الملك سوف يحاسب بميزان قلبه ..وإذا كان القلب غير موجود فهناك شئ خاطئ..
فرغ ويليس من نظرته للتميمات المرسومة على الجدران وإلتفت مرة أخرى إلى المومياء وقال :
القلب غير موجود في النقوش على الجدار..بل وُضع بدلًا منه تميمة أخرى من كتاب الموتى ..هذا يعني أن القلب كان فاسد ولن يكون القلب قد فسد إلا إذا تأخروا في الدفن..
قال هاري :
لقد قُتل خارج المدينة..
قال ويليس وهو يشير ناحية التابوت :
هذا صحيح يا هاري..من قتله كان ذكيًا بما يكفي ليترك بعض من ريش النعام في التابوت..ليخبرنا أنه قُتل وهو يقوم برياضته المفضلة ..
تدخل نوح قائلًأ :
هذا صحيح فقد كانت رياضة الملك توت المفضلة هي صيد النعام ..لقد قرأت ذلك في كتاب هذا الصيف أحاول تثقيف نفسي لأساعدكم بشكل أفضل ......
إبتسم ويليس وقال :
هذا رائع يا نوح ..سوف أعطيك بعض الكتب لتساعدك في قراءة الهيروغلوفية..والآن ما لدينا هنا هو ضحية ..ولا يمكنك الإشتباه في أي شخص سوى الملك التالي بعد توت عنخ آمون ..
رد هاري وهو متعجبًا :
الوزير آي ..ما الذي يجعلك تشتبه في الوزير آي ؟
قال ويليس :
لم يكن من سلالة الملوك ..   عسكري، ثم بعد ذلك أصبح وزير وفي البلاط الملكي..لماذا يقوم بإعتلاء العرش بعد مقتله ؟ هناك طفلان قُتلا من يكون وراء ذلك !؟ وإن كان الوزير صالحًا ، لماذا لم تستنجد به الملكة إس عنخ آمون .؟
تحرك ويليس ناحية التابوت وأشار تجاه كلمة غير واضحة الحروف إلا قليلًا معظم حروفها لكن باقي الحروف باقية مكتوب عليها بالهيروغلوفية نفرنفراتون، قام ويليس بتخمين باقي الحروف فوجد أنها نفرنفراتون فقال ويليس :
نفرنفراتون ...
قال نوح وهو يحاول ان يفهم تمتمات ويليس :
ماذا يعني هذا ؟
إنها نفرتيتي ..هذا ليس تابوت مومياء توت عنخ آمون..لم يكن تابوت توت عنخ آمون بل كان تابوت نفرتيتي ..لماذا دُفن هنا إذا !
وأين قبر نفرتيتي ؟
قال هاري وهو يتفقد ما يشير إليه ويليس :
لم يعثر إليه أحد حتى الآن ...إنه مفقود ..يُقال أنه لا يزال في تل العمارنة، ولكن لدينا ما يثبت أن توت عنخ آمون أعاد والده من هناك ، وبوجود هذا التابوت مكتوب عليه إسم نفرتيتي فلقد أعادها هي أيضًا ...
قطع ويليس حديثهم قائلًا :
لقد قتل الوزير آي توت عنخ آمون ثم قام بوضع جسده في مقبرة والدته ..لماذا لم يضعه في قبره ..؟
إذًا لنذهب إلى مقبرة آي ونحصل على بعض الأجوبة
تحرك الثلاثة وهم خارجون من المقبرة، حيث الحصول على الأجوبة لم يكن بالسهولة التي توقعها ويليس، كان يتوقع إجابات واضحة وليست مُبهمة، كان يدور في ذهن ويليس أن آي هو الفاعل، هو مجرد خادم في البلاط الملكي، صعد السلم حتى وصل إلى بعض المهام الملكية، ولكن ليس من أصول ملكية، لماذا يجعله هو الملك التالي والخليفة لتوت عنخ آمون، كان يمكنه أن يصبح الرجل الأهم في ذلك الوقت، ولكنه لم يكن كذلك، الرجل الأهم عسكريًا في الدولة القديمة في ذلك الوقت كان الجنرال حور محب، لم يحدث أن ذُكر إسم آي في إتفاقية مهمة، أو شئ عظيم تم فعله، أو تمجيد في إحتفالية..كانت تدور الأفكار في رأس ويليس عند خروجه من وادي الملوك، حتى سمع صوتًا بعيدًا بدأ يقترب من رأسه المُنشغل بالتفكير والمنفصل عن الواقع..
إهرب يا سيد ويليس ...
ماذا هناك ؟
هناك رجال تقترب منا يا ويليس هيا لنتحرك سريعًا وندخل في أحد تلك المقابر...
إقترب الرجال مُسرعين منهم، بينما حاول هاري الفرار، ولكن لكمه أحد الرجال في وجهه بعد اللحاق به مباشرة، وقام أحدهم بتصويب المسدس في ظهر ويليس وقال :
يمكننا التعامل مع الأمر بالطريقة الصعبة أو الطريقة السهلة ..أيهما تختار ؟
ما كان على ويليس سوى أن رفع يده، موافقًا، فقام الرجال بإصطحابهم في سيارة سوداء ولم يشعر أحد بالوقت سوى ويليس الذي كان مُنشغل عقله في بعض الفرضيات التي يبنيها للحصول على إجابة واضحة لمقتل توت عنخ آمون، هل كان الوزير آي ؟ أم أنه أحد آخر ولكن ساورته الشكوك تجاه آي لأسباب عديدة وقرر فتح مقبرة آي.
وصلوا حيث مكتب مُعلق عليه لافتة كبيرة فوق الباب مكتوب عليها " مكتب نقل وسياحة " ، دخلوا باب بعد لافتة معلق عليها عبارة "الحمام "  ونزلوا من خلال سلم داخلي مكون من عدة درجات تحت الأرض، كان موجود مستودع طويل، كان يضم الكثير من القطع الأثرية الصغيرة بعضها من الذهب والبعض الآخر لا وكان ذكريا يتوسطها في نهاية الممر، لم يعرفه ويليس في البداية لأنه كان مستديرًا ولكن ميزه من خلال صوته حين قال :
أصدقائك يا نوح..لا يفهمون تهديداتي بوضوح..
إلتفت ذكريا إليهم، وأشعل سيجاره وبدأ ثم نفث بعضًا منه وأكمل قائلًا :
اللوم كل اللوم عليك لا عليهم ... أنت لم تخبرهم ما يكفي عني ..
قال نوح وهو يرتجف حين إقترب منه ذكريا :
يا معلم ذكريا .. سامحني
أتعرف لماذا أحبك  وأهتم بك ! ..والدك كان رجل ذو مبادئ، كان يعمل في التنقيب مع الأجانب..في الحقيقة كُنا نعمل سويًا ..لقد أخبرني دائمًا أن لا أثق في أحد في هذا المجال ...كان يمقت الأجانب ..كان يراهم متعجرفين مثل السيد ويليس والسيد هاري، يأتون من بلد غريب ليحصلوا على آثارنا ... ويضعونها في متاحفهم ..ينسبون الفضل لأنفسهم..يتحدثون عن تاريخنا وكأنه تاريخههم..الضجة الإعلامية التي تحدث لا تُنسب للإكتشاف بقدر ما يكون ضجة من أجل المُكتشف ...
تحرك ذكريا تجاه ويليس وبنبرة حادة وتعبيرات غاضبة قال :
أمثال السيد ويليس مخادعون وقتلة ، لقد تسببت بمقتل أحد رجالي يا سيد ويليس وأنا رجل أؤمن بالقصاص وأنت لا تُمثل لي أي مصلحة ..
أخرج مُسدسه من جيبه وصوبه تجاه رأس ويليس ثم إقترب وهمس في أذنيه :
لقد أخبرتك أيها الوغد ألا تعود ...
بدأ ويليس في الشعور بدقات قلبه، قام بعدها على الأرجح، لقد كانت متتالية، تصطدم بصدره، ولكن كان صوت نوح هو بمثابة طوق النجاة من أجل ويليس الغريق.
لقد كُنت السبب...لقد أخبرتهم أن يخبروك أنه لايوجد أي شئ في الداخل، لقد كنت أنوي إحضار ما في الداخل لوحدي ... لقد أخبرني ويليس أن لا أفعل هذا ولكنني إعتقدت أنه يمكنني التغلب عليك في التفكير ...ولكن كُنتَ محقًا اللوم يقع علي ..لم أخبرهم ما يكفي عنك لعرفوا أنني كاذب وأنه لا يمكن لأحد أن يتفوق على تفكيرك ....
بدأ ويليس ينظر إليه بنظرات مُتعجبة كلها، وبها الكثير من الأسئلة، يقوم نوح بحركة إنقاذ من أجل ويليس ، ولكن يضع نفسه في شباك الصياد، صوب ذكريا المسدس تجاه نوح وقال :
حسنًا لك ذلك ..
قاطعه ويليس قائلًا :
هناك مقبرة ملكية على وشك أن أكتشفها ..
نظر ذكريا إليه وقال :
ماذا ؟
مقبرة ملكية ..لقد وجدتها ..كُنت أخبئ ذلك عنك ..؟
إن كُنت تقول ذلك لتحمي صديقك........
المخطوطات أخبرتنا بذلك ..هناك مقبرة في وادي الملوك ..في الواقع إنها مقبرة وزير أصبح ملك، أعتقد أنها المقبرة الأصلية لتوت عنخ آمون، لم تُفتتح بعد ولكنهم وجدوها، هناك ممر سري ، يمكننا الدخول إليه..فرد واحد في كل مرة ، حتى تصل إلى باب، يمكننا هدمه والحفر بعده مباشرة ، هناك يوجد كنز الوزير آي ..فقط أريدك أن تساعدني للدخول ..فأنا أحقق أيضًا في موت توت عنخ آمون.
يجب أن تكون على حق وإلا لن تجد أحدًا ليحقق في موتك لأنهم لن ينجدوا جثتك أبدًا ....والآن أين تلك المقبرة ؟
إنها مقبرة رقم 23 في وادي الملوك ..
مقبرة ملكية إذًا
لقد تم إكتشافها ولكن هناك أسرار لا يعلمها أحد وجدتها في المخطوطة في حجرة السجلات الرسمية ..
حسنًا يا سيد ويليس ..فلنذهب لنبحث عن الذهب ..هل أنت قادم معنا يا سيد هاري ؟ لا يعجبني البدناء أبدًا، يفكرون ببطء ويتحركون بطريقة أبطأ.
...............................................................................
في الليل، أخبر ذكريا بعض رجاله بالإنتظار بالخارج تحسبًا لوقوع أي مشكلة، بينما كان ويليس يفكر داخل المقبرة، وينظر في جميع الرسومات على الجدران، أخبر ويليس ذكريا أن يفك قيوده، حتى يتمكن من مباشرة عمله، ثم بدأ في النظر في جميع الرسومات، وكان هاري مُتعجبًا وهو ينظر إلى الرسومات ويقول :
ويليس ..هذا غريب ..إنها نفس الرسومات على جدران مقبرة توت عنخ آمون
أعرف..لماذا تكون المقبرتين بنفس الرسومات ؟
بلى تعرف ..لماذا نرتدي نفس الأحذية من نفس الماركة ..
نظر ويليس إليه وضحك :
لقد فهمت ..تعني أن آي كان حليف لتوت عنخ آمون ؟ ..
نعم  هذا صحيح ليس قاتلًا ..ربما كانت مقبرة توت عنخ آمون في الأصل هي مقبرة الوزير آي ..أما مقبرة الوزير آي هي مقبرة توت عنخ آمون ..

قال ويليس :
يا إلهي ..اللعنة ..هذا صحيح ..لقد قام آي بتجهيز مقبرته الغير ملكية، فقد كان وزيرًا حينها وكبيرًا في السن أيضًا، ولم يتوقع أحد أن يموت الملك الصغير عند سن الثامنة عشر فلم تكن مقبرته قد إكتملت، فقام آي الوزير بالأمر بدفنه في مقبرته ..أما مقبرة توت عنخ آمون قام آي بتجهيزها ودفن نفسه فيها ...
قال نوح :
إن كان الوزير آي ليس القاتل ...فمن الممكن أن الوزير آي كان يحمي مومياء الملك وذهبه من السرقة بدفنه في مقبرة غير ملكية وهي مقبرته..لذلك لم يُنهب ذهب الملك توت بينما مقبرة آي الوزير كما ترون إنها مُخربة..
قام هاري بالوصول إلى صندوق المخطوطات، أخرج المخطوطات وبدأ في فتحها، وأخبر ويليس :
يجب علينا أن نصلي أن نجد الإجابة هنا ..
همس نوح قائلًا :
أكره أن أفسد تلك اللحظة التاريخية للإكتشاف ولكن ذكريا ينظر إلينا ..يجب أن تخبرهم  بمكان الحفر يا سيد ويليس ..
أومأ ويليس برأسه، وأخبر العمال بالحفر ببطء ناحية جدار في أحد زوايا المقبرة. بينما أكمل قراءة في المخطوطة، وبعد مُضي نصف ساعة، لمعت عيناي هاري وكأنها إلتقطت طًعماً لصيد ثمين وقال :
ويليس ..هذه صيغة تُشير إلى نسب الوزير آي .. تشير إلى ان آي كان ابنا يايا، فيكون أخا أو الأخ غير الشقيق للملكه تِيْيِ، فيكون شقيق زوجة أمنحوتب الثالث وخال اخناتون الأب لتوت عنخ آمون ...
قال ويليس :
لقد مات بعد ثلاث سنوات من موت توت عنخ آمون ..أتعجب أنه لم يصلنا الكثير عنه، وهناك أدلة قد أتلفت عن عصر توت عنخ آمون والوزير آي..
قال نوح متسائلًا وهو يتحرك بإتجاه مومياء الوزير آي :
هذا يعني أن الوزير آي تم إغتياله هو أيضًا ..
لن يستطيع أن يفعل هذا سوا شخص ذو سلطة ..
بدا ويليس متسائلًا ومتحيرًا وبدأ يجن جنونه وقال :
إن كان الوزير آي يدافع عن توت عنخ آمون إذًا، من قام بقتلهم ولماذا ؟
قال نوح :
إذا إردت أن تخفي أثر أحد ما يجب أن تتعقبهم لا أن تسبقه ..هذا يعني أن من فعل ذلك كان على قيد الحياة بعد موتهم بل إستفاد من ذلك فعلًا ..
إبتسم هاري ونظر إلى ويليس وقال :
الجنرال حور محب
قال ويليس :
هذا صحيح ..الجنرال حور محب كان الملك التالي ويُصادف أيضًا أنه آخر ملوك الأسرة الثامنة عشر، كما أنه ليس من سلالة الملوك..كما أنه تم في عهده إتلاف معظم الأدلة على فترة حكم توت عنخ أمون والوزير آي ..
بدا هاري متسائلًا وهو يضع المخطوطات من يديه ويقول :
ولكن ما دافعه لفعل ذلك، هذا فعل يغضب الإله لماذا فعل ذلك إذًا ؟
قال ويليس :
ربما لأنه لم يكن يعبد نفس الإله ..في عهد حور محب كان التعامل حاد مع الشئون الخارجية..ولم يكن ذلك وليد الصدفة..في عهد توت عنخ آمون كان هو الوزير الثاني بعد الوزير آي وكان المتحدث الملكي الخارجي بإسم مصر، لم تتدهور الأمور كذلك في عهد الملوك السابقين ..

قاطعه نوح قائلًا :
الملكة تي ..
ماذا ؟
الملكة تي لم تكن من المصريين ، كانت أجنبية أليس كذلك ؟
رد ويليس :
هذا صحيح ..
كانت أجنبية وكان حور محب خادمًا للبلاط الملكي ، كان مُحبًا لبلده وهذا واضح في التعامل بحدة مع الشئون الخارجية، بينما كانت الملكة تي تحسن التعامل في الأمور الخارجية، حسب إحدى المخطوطات بعد موت زوجها أمنحتب الثالث، يتواصل فيها الملك ميتاني مباشرة مع الملكة تي ويذكرها بالعلاقات الجيدة التي تمتع بها مع زوجها المتوفي، وهذا لا يحدث عادة أن يتواصل الملوك الأجانب مع زوجة الملك مُباشرة ..ربما لأنها كانت ملكة أجنبية وليست من أصول مصرية..
قال هاري :
هذا صحيح يا نوح ..فقد كانت من أصول أجنبية، وصل أهلها كمهاجرين، بدأت بجمالها ودهائها بالزواج من الفرعون وكانت زوجته المفضلة، كما أنها كانت سياسية بارعة لدرجة أن الملك كان يتركها في التعامل مع الشئون الخارجية وهذا ما يثير حنكة رجل وطني مثل حور محب ...الذي إنتهز ضعف الدولة في عهد توت عنخ آمون بسبب المشاكل الدينية وبدأ التمهيد للإنتقام ..
إبتسم ويليس لمعرفة النتيجة ومعرفة الفاعل ثم إمتعض وجهه بعدها مباشرة وقال :
هذا يفسر أيضًا مقتل الطفلين، فلطالما لم يرد أن يكون هناك من يرث العرش بعد توت عنخ آمون، وقد حسب أنه سوف يُتوج ملكًا ولكن آي هو الذي تُوج بدلًا منه لذلك كان عليه الإنتقام منه أيضًا ..لقد كانت عائلة الأسرة الثامنة عشر ضحية لقاتل متسلسل....الجنرال حور محب، إذًا لقد كان هو النسر ..وهذا مضمون المخطوطة " يُخفى بأمر النسر " ...

ظهر أحد رجال ذكريا من الخارج وهو يجري ويقول :
الشرطة في الخارج يا معلم ذكريا ..يجب أن نهرب الآن ..
أخرج ذكريا مسدسه وإقترب من نوح وقال :
لقد خدعتني مرة أخرى أنت وأصدقائك ..يجب أن تكون عبرة ..
وأطلق الرصاصة، فإخترقت صدر نوح، الذي سقط في لحظات على الأرض، في مقبرة الأجداد، ووادي الملوك، وحضارة العمالقة، كان الفرعون الصغير، عاشقًا للتاريخ فتلقى موعدًا مع التاريخ داخل وادي الملوك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرابعة والنصف مساءًا بتوقيت دوسلدورف

حامل المخطوطة في ظلام أبدي ( قصة قصيرة )

فرحة البدايات - أول أسبوع في ألمانيا