طرق للحفاظ على صحتك النفسية من مواقع التواصل الإجتماعي

 لاشك أن مواقع التواصل الإجتماعي من أفضل أدوات التواصل ومشاركة الأخبار والأحداث، ولكن إذا لم تديرها جيدًا فقد تكون ضارة للغاية بصحتنا العقلية ورفاهيتنا.

والسؤال هو كيف تحمي نفسك من مواقع التواصل الإجتماعي، وتحافظ على نفسيتك ؟ ، ولكي تتعرف كيف تفعل ذلك سوف نعرض بعض المشاكل والطرق لتجاوزها.

1# المقارنة بالآخرين

يبدو أنها المشكلة الأساسية لمواقع التواصل الإجتماعي خصوصًا الإنستاجرام ولكنها غير واعية، تبدأ في النظر إلى صور الأشخاص الذين تتابعهم وتتخيل كم أن حياتهم جميلة ولكن الحقيقة أنك تلك الصور ما هي إلا صور لا تعبر عن حياة بأكلمها أو مجرد لحظة في اليوم ليس أكثر وتبدأ أن تقضي وقتك في الحسد مما يفعله الآخرون ولا تقدر على أن تفعله أنت، فنجمك المفضل يسافر العالم ، كل أسبوع في بلد أو في قارة مختلفة أما أنت مازلت شجرة لا تتحرك، ترى الفطور المثالي بينما مشاكل كثيرة مع زوجتك وتبدأ في المقارنة وتشعر بالسوء على حالك.

عندما تبدأ في المقارنة مع الآخرين ، يجب أن تتذكر حقيقة مهمة وهي أنك تقارن حياتك مع وقت معين من حياة الآخرين، تبدأ في الإعتقاد أن حياتك بالكامل مزرية وحياة الجميع في أفضل حال، فمواقع التواصل الإجتماعي مليئة باللحظات الرائعة السعيدة التي لا تمثل الواقع بالكامل، فلدينا جميعًا فترات صعود وهبوط، ولحظات جيدة وسيئة، والمشكلة في وسائل التواصل الإجتماعي أنها تحوي لقطات قصيرة ومنسقة للغاية.

المقارنة هي عدو الفرحة

عندما تقارن نفسك بالآخرين، سيكون هناك من هو أكثر ومن هو أقل وهناك دائمًا شخص ما يفعل أكثر وشخص ما يفعل أقل ، ومن أجل أن تتوقف عن المقارنة، يجب أن تدرك بالفعل ما هو ذو قيمة حقيقية لك حتى لا تلهيك فكرة أن هناك شخص ما هو أسعد منك أو أكثر ثراءًا منك، وإذا لم تعرف حتى الآن ما هو الشئ الحقيقي المهم بالنسبك لك ، أقترح عليك أن تجد بعض الوقت لتجلس مع نفسك وتفكر وتتأمل حياتك، لتعثر بالفعل على ما يمثل أهمية بالنسبة لك.

No alt text provided for this image

2# أنت تضيع وقتك

وسائل التواصل الإجتماعي هي حفرة لسرقة الوقت والحياة، تفتح هاتفك لترى رسالة أو تقوم بعمل مكالمة، ومن ثم تجد نفسك وقعت في فخ مواقع التواصل الإجتماعي.

وفقًا لإحدى الإستطلاعات متوسط الوقت الذي يقضيه الشخص في مواقع التواصل الإجتماعي وصل إلى ساعتين وسبعة وعشرون دقيقة فيما يقضي المراهقون خمس ساعات و33 دقيقة أما من هم أكبر من 18 عامًا يقضون ثماني ساعات و39 دقيقة ، هذا أكثر من دوام عمل في وظيفة حكومية، وفي دراسة أخرى وُجد أن الشخص يفحص هاتفه حوالي 96 مرة يوميًا.

الكثير من الوقت الضائع هنا، يمكن تحقيق الكثير فيه أهم من تفقد الهاتف ومعرفة الأخبار التافهة، يمكنك في ذلك الوقت ، قراءة الكثير من الكتب في العام أو تصفح المواقع المفيدة على الإنترنت، لكن كن إنتقائيًا في تصفح المواقع المفيدة.

No alt text provided for this image

3# العزلة في عصر وسائل التواصل الإجتماعي

من المضحك أن العالم مع وسائل التواصل الإجتماعي وإنتشارا لإنترنت أصبح قرية صغيرة وقرب البعيد إلا أنها باتت مصدر للعزلة، فقد يكون التوصل عن طريق رسالة نصية أفضل من الإلتقاء وجه لوجه، حتى لو كان الشخص في نفس المبنى، مع الوقت أصبح هذا شعور لا نُحسد عليه نحن المستخدمون لتطبيقات التواصل الإجتماعي، العالم كله بجانب بعضه البعض ومازلنا نشعر بالوحدة، مازلنا نشعر بالعزلة التامة، ولا يمكن إنكار أن ما مررنا به من خلال فترة الجائحة وإنتشار مرض الكوفيد قد أثر علينا بشكل نفسي بالغ، وإنتشرت مشاعر الوحدة والإهمال والإنصال ، ناهيك عن الخوف من يفوتك شئ ما.

اسمح لنفسك بإقامة روابط حقيقية، لتفاجئ صديقك في عيد ميلاده بدل من كتابة بضعة كلمات على صفحته، إستغل الوقت لإقامة صداقات حقيقية.

No alt text provided for this image


4# التمرير بلا وعي ، سلسلة من الأحداث التافهة

تفتح الفيسبوك لتبحث عن موقع شركة ما أو رقم هاتف لمطعم وبعد عشرين دقيقة تكتشف أنك تقوم بالتمرير بلا هدف ، سلسلة من الفيديوهات المضحكة أو غيره، كن يقظًا يجب أن تسيطر على عقلك حتى لا تسيطر عليه السوشيال ميديا

اليقظة هي "صفة أو حالة كونك واعيًا أو مدركًا لشيء ما." في كل مرة تلتقط فيها هاتفك ، فكر فيما تريد القيام به ولماذا. هل تشعر بالملل أو لديك شيء معين تبحث عنه ؟

ربما أصبح من المعتاد اللجوء إلى هاتفك في أي وقت يكون لديك فيه فراغ؟ اكسر تلك العادة

رغم أن تلك النصائح مُكررة إلا أنها مازالت لم تأخذ الحيز الكافي في عقولنا ويجب أن تصدق أن تلك النصائح لن تحدث أي فرق طالما لم تأخذ بها، إقلع عن وسائل التواصل الإجتماعي، إنه الوقت الذي يجب أن تزور فيه خالك أو عمك، أو حتى صديقك، أن تذهب إلى المقهى وتتعرف على شخص ما، أن تتحدث بدون النظر إلى هاتفك، أن تعير الإنتباه لشخص يتحدث معك بدون أن تقوم بالتعليق أو بالإعجاب بمنشور شخص ما في نفس الوقت.

وسائل التواصل الإجتماعي قد تكون أفضل شئ حدث بعد إختراع الكهرباء والإنترنت ولكنها من الممكن أن تكون أسوأ من الديناميت ، إنها قنبلة موقوته غرضها قتل السعادة وإحداث الملل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرابعة والنصف مساءًا بتوقيت دوسلدورف

حامل المخطوطة في ظلام أبدي ( قصة قصيرة )

فرحة البدايات - أول أسبوع في ألمانيا