الغربة والحنين للوطن، والحنين للنجاح، جولة بين الأحلام والواقع
في الحياة الواقعية جبت الكثير من الأحلام، ما تعلمته هو أن تبقى دائمًا متواضع، هذا ما تعلمته في ألمانيا، هذا ما سوف تتعلمه عندما تسقط أول مرة في بلد يصعب فيها أن تسقط، كما يصبح من المُجهد جدًا أن تظل واقفًا، لذلك دعني أوضح لك بيت القصيد بقصتي اليوم ....
في صباح أحد الأيام في أغسطس، طُلب مني أن أقابل رئيسة التمريض، وذلك كان بعد أيام من إحتفال تم دعوتي فيه بطريقة غير رسمية، ولم أحصل على إيميل رسمي أنني مدعو، بل دعاني أحد الأشخاص في القسم الذي عملت فيه في المستشفى ولذلك نصيحتي دائمًا لا تذهب إذا لم تكن مدعو بشكل رسمي ..ولكنني كُنت أحاول الإندماج في قسم لم يترك لي فرصة الإندماج
السيدة البولندية في تلك الليلة، تتصرف بشكل غريب بعض الشئ، لقد رأيتها، إعتقدت أنها تعرفني، لقد عملنا مع بعض قبل شهر، ولكنها تناست من أكون، لقد كان أمرًا مدبرًا، الجميع قد وافق على إستمارة إقالتي، ولكنني كُنت الوحيد الذي لم يكن يعرف حتى الآن، عندما أراجع الأمر في ذاكرتي، أجد أنه كان قاسيًا، كما كان مُحرجًا أيضًا
الكل كان يعرف بطريقة ما أنني سأغادر لذلك لم يخاطبني أي شخص في الحفلة ، كان هذا غريبًا، لو أردت تعلم بعض الأشياء عن الألمان، فيمكنك أن تفهم شعوري بعد ٤ أيام من الحفلة ...
المؤلم بشأن الرحيل، هو كيفية حدوثه، لذلك عندما نموت لا يهم ما أنجزناه في الحياة، وكيف قضينا الوقت فيها، ولكن كيف غادرناها، ببساطة شديدة ..
أذكر أنني عدت ذلك اليوم متأخرًا تمشيت في المدينة بعد منتصف الليل، كان أول يوم أرى فيه المدينة بعد منتصف الليل، هدوء تمام، إنه هدوء لم أشعر بعدها إلا أنه كان هدوء ما قبل العاصفة ...
بعد ٤ أيام إجتمعت معي رئيسة التمريض، أخبرتني قبل مقابلتي معاها، السيدة التي تدير برنامج الإندماج، وهذا شئ آخر يدعو للسخرية، كيف تدير برنامجًا للإندماج في مكان لا يقبل الإندماج، ربما كان إسمي عائقًا، أو ديانتي، لا أدري، ولكنه بكُل تأكيد لم يكن أبدًا مهارتي في العمل، ستخبرني الأيام لاحقًا أن الأمر لا يعتمد على ذلك، وكما ستخبرني أيضًا أنك تتعلم بالفشل أكثر من التعلم في النجاح، لو إعتبرنا أن ما حدث هو فشل، بالعكس كان شيئًا خسيسًا مُدبرًا، وعنصريًا للغاية، ولم يكن هذا رأي فحسب، بل رأي كل ما سمع القصة،
أخبرتني أنه لكل مشكلة، هناك دائمًا حل، وذلك كان قبل دقائق من الإجتماع بتلك المديرة، عندما أخبرتني المديرة، كل ما كان يدور في خاطري، هو أنني فشلت، كيف فشلت بتلك السرعة، لقد علم الجميع أنني غادرت، وذلك يعني أنني نجحت، كيف بتلك السرعة سوف أعلن عن فشلي، كان هذا قاسيًا
في بعض الأوقات ستوبخك الحياة فجأة وبشكل مُفاجئ، لا تفقد إيمانك ....
تعليقات
إرسال تعليق