أعيش في تساؤل وعذاب

 


لا أعرف حتى من أين يمكنني البدء، من أنا ؟ ، لا يوجد شئ في خيالي حاليًا، مر علي شهرين حين أصبح كل ما يجول في رأسي هو الإنتحار، لا بل أربعة أشهر، بدأ الأمر من زمن بعيد، لا أعتقد أنني كُنت طفلًا سعيدًا ولا حتى طفلًا حزينًا، لقد كُنت سعيدًا وراضيًا بطريقة، وحزينًا ومهمومًا بطريقة أخرى.

بدأ الأمر عندما كُنت في الكلية، في 2017 بدأت الحياة تتضح بالنسبة لخيالي، وأنا شخص واعي إجتماعيًا، يمكنني الإحساس بكل شئ يحدث، الضمير، الكارما، المعاناة ، والفقراء، بكاء الأطفال، والحزن، والجهل، والمرض، يمكنني الإحساس بكل شئ، هذا فوق طاقتي، في المرة الاولى التي حاولت فيها الإنتحار، كانت في السنة الثانية لي في الكلية، لا أتذكر ماذا حدث بالضبط ولكنه قد حدث، وقد جعلني فاقد الأمل ويائس، ولكن حينها، جاءت رسالة من الله عن طريق شخص، أعاد لي الحياة مرة أخرى، وحينها كانت المفاجأة، ظللت في إضطراب وإكتئاب ، وقد إنطويت على نفسي، في تلك الأثناء بدأ ينمو بداخلي الإكتئاب وأصبح قلبي هش، ولفترات طويلة كُنت أعاني من الأرق والتفكير الكثير، كما أنني بكيت كل ليلة كطفل صغير بدون أن يسمعني أحد.

إذًا ما الذي حدث ؟

أعتقد أنني غير مناسب للحياة، بطريقة أو بأخرى، ما أتوقعه من الحياة لن يأتي، ربما سيأتي في يوم من الأيام، ولكنني سأظل حزينًا من الداخل على كل شئ حدث ولم يحدث، في بعض الأوقات أعتقد أنني كان مقدرًا لي الموت من البداية.

أحد أصدقائي أخبرني أنني جبان لعدم إنتحاري حتى الآن، وربما لست شجاعًا لأفعلها.أتدري معك حق، أظن أن هناك شئ لا أعرف ما هو، بداخلي يخبرني في كل مرة أنه ربما ستتحسن الأحوال، هناك إيمان بداخلي، أخشى أن أقول مدى قوته، ولكنه موجود، ولكن يظل دائمًا في ذاكرتي الحل وهو الإنتحار. 

أظن أنني أرى الحياة جميلة بطريقة معينة، بطريقة في خيالي، هناك أوقات حيث أعتقد أن الحياة يجب أن يكون لها قانون معين يجب أن تسير وفقه، يؤلمني رؤية الحياة تسير بتلك الطريقة، لو في يدي، لحاولت منع كل المُنتحرين من الإنتحار، ودفعت بكل الفاسدين للسجن ولكن من أنا !.

حاولت الكتابة لتفسير ما يحدث ولكن حتى الآن لا أستطيع تفسيره، هو لن يتم تفسيره، هو أصعب مما يتم تفسيره.

من وقت ليس بطويل شاهدت مسلسل فرنسي جديد Inhuman Rescources  ، كان البطل عجوزًا، فُصل من عمله بسبب الإقتصاد ويعمل في وظائف مؤقتة صعبة بالنسبة لرجل في سنه وخبرته في مجال الشركات، كان يعمل ليدفع أقساط شقته، وكان ببساطة يعاني، ربما يمكنك تخيل ذلك، وفي النهاية، يقوم أحد المشرفين بركله أثناء العمل، حينها يفقد صوابه ويلكمه في وجهه، تفصله الشركة + وترفع قضية عليه ليدفع حوالي 15 ألف !! لضربه أحد المشرفين، يحاول الإستدانة من زوج إبنته الذي يحمل كمحاسب في بنك، ولكن تسوء المحادثة بينهم فيلكمه، فيرفع هو الآخر قضية أخرى ويطالب بتعويض، كل ذلك ومشاكل زوجية متتالية، يفقد إيمانه ويقف فوق جسر لينتحر. لا أعرف ما الذي جعله يعدل عن قراره ولكن أظن أنه الإحساس أن هناك شئ جميل سوف يحدث في نهاية الطريق، ولكن أنا في رأسي وطوال الحلقات أخبره فلتنتحر، ولا أعتقد أن شخص طبيعي سيرى الإنتحار حل.

يُخيل لي أنني طفل يحاول الهرب من الخوف والقلق .. يارب أنا في حاجة إليك 👐






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرابعة والنصف مساءًا بتوقيت دوسلدورف

حامل المخطوطة في ظلام أبدي ( قصة قصيرة )

فرحة البدايات - أول أسبوع في ألمانيا